أريد أن أتكلم معكم عن معادلة النجاح والفشل هذه المعادلة التي تحدد مصيرنا إلى النجاح أو النكوص، المعادلة سهلة ومختصرة في عاملين
موقف + رد فعل = نتيجة.
أعني بالموقف مجموع الحالات التي يعيشها الإنسان سواء كانت حالة يسر أو عسر، إن الإنسان يعيش متنتقلا بين مواقف متعددة وقد صدق من قال دوام الحال من المحال.
أما رد الفعل فهو السلوك الذي نتخذه جراء هذا الموقف، ويمكن تلخيص إستراتيجيتنا في رد الفعل كالأتي:
= إستقبال الموقف عن طريق الحواس ومن خلال مصفيات دقيقة -معتقداتنا وتصوراتنا وبرمجتنا السابقة- إذن ما نلاحظه ليس الواقع المحض ولكن واقع ذاتي لذلك يمكن لنفس الموقف أن يرى بطرق مختلفة حسب المرشحات والمصفيات الشخصية.
= إنطلاق من طريقتنا لاستقبال الموقف نبدأ في بناء فرضيات وأفكار.
= هذه الأفكار تتحول لمشاعر، أفكار ايجابية تعني مشاعر إيجابية والعكس بالعكس.
= هذه المشاعر هي الدافع وراء السلوك -رد الفعل.
مجموع الموقف وردة الفعل يعطي نتيجة -قانون السببية- يعني أن الله سبحانه وتعالى خلق هذا الكون بعلم وقوانين ثابتة مستمرة ولا تحابي أحدا، لنأخذ مثالا موقف إيجابي حصل لكل من أحمد ويوسف ، رزق وفير -الموقف- أحمد فرح بنعمة الله وشكر النعمة وتصدق بجزء منها بينما يوسف فرح بالمال فرحا كبيرا فبدأ ينشره يمينا ويسارا على ملهيات الحياة.
ما هي النتيجة التي نتوقعها؟
أظن أن نهاية هذا الموقف ستكون أقرب إلى زيادة في رزق أحمد وتيسير في كل أموره بينما ينقلب الموقف على يوسف عندما ينهي هذا المال ويعود ليسب ويلعن القدر والأحوال وينعي حظه العاثر.
إذن الموقف نفسه بنتائج مختلفة إن لم أقل متضادة هذه هي المعادلة النجاح والفشل.
إن إختلاف السلوك بين أحمد ويوسف يرجع إلى إختلاف استراتيجياتهما في صناعة السلوك.
لذلك إذا كان سلوكنا خاطئا علينا تصحيحه من أصله، أي أولا ندرس برمجتنا السابقة بما فيها من معتقدات وقيم وتمثلات وتصورات لنغير الخاطئ منها ونقوي الصحيح.
وخير ما أختم به قوله تعالى: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} [إبراهيم:7]
الكاتب:عبد الخالق نتيج.
المصدر: موقع صيد الفوائد.